أنا مصابة بالسكري ولم تأتني الدورة إلا بعد بلوغ السابعة عشرة من العمر، ولا أعرف كيف أحسب دورتي، حيث كان تاريخ أول يوم في آخر دورة هو (17/ 6/ 2009)، وهي تأتني كل شهر مرة، وقد مرّ حتى اليوم 38 يوما، فكيف أحسب موعد دورتي القادمة؟ وهل لتأخرها علاقة بالسكري؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن كانت الدورة قد نزلت عليك أول مرة وأنت قد أكملت السابعة عشرة من عمرك - أي أن البلوغ قد حدث بعد إتمام السابعة عشرة - فهذا بلوغ متأخر، ويستدعي فحصك ومعرفة السبب لأننا عادة ما نعتبر البلوغ المتأخر هو الذي يحدث بعد إتمام سن السادسة عشر، وقد يكون هناك علاقة بين تأخر البلوغ عندك وبين عدم انتظام أو تأخر الدورة الآن.
وقد يكون لمرض السكري عندك علاقة بعدم انتظام الدورة، فهرمون الأنسولين هو من الهرمونات المهمة والأساسية في عمل الخلايا في كل الجسم بما فيها عمل خلايا المبيض والأنسولين في داء السكري كما الحال عندك، وإما أن يكون ناقصا أو يكون موجودا ولكن لا يستفاد منه لأسباب كثيرة، وهكذا يحدث خلل في وظائف الخلايا في المبيض وقد يؤدي لزيادة هرمونات معينة كهرمونات الذكورة على حساب الهرمونات الأخرى، وبالتالي قد يحدث التكيس في المبايض أو قد تحدث زيادة في الشعر الغير مرغوب فيه عند الفتيات، وأيضا عدم انتظام الدورة الشهرية.
وحاليا تبين أنه من الأفضل علاج عدم انتظام الدورة الشهرية عند الفتاة مبكرا ما أمكن، مهما كان عمر الفتاة وحتى لو لم تكن متزوجة، لأن الدورة الغير منتظمة والمتباعدة قد تؤدي على المدى البعيد لتعرض الرحم لكمية غير متوازنة من الهرمونات المبيضية، وهذا قد يقود إلى مشاكل مستقبلية كثخانة بطانة الرحم وتشكل الأورام.
لذلك أنصحك بأن تتأكدي بأن مستوى السكر في الدم عندك منضبطا دائما، وأن تتبعي تعليمات طبيبك المتابع، وإن بقيت الدورة غير منتظمة في الشهر القادم أن تراجعي طبيبة النسائية لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة والتصوير التلفزيوني المفصل للرحم والمبيضين ومن ثم تنظيم الدورة.
وأحب أن أوضح لك بأن الدورة الطبيعية هي التي تكون مدتها ما بين 24-34 يوما من تاريخ أول يوم الدورة السابقة إلى تاريخ أول يوم الدورة التالية، وإذا كانت الدورة غير منتظمة فحينها لا يمكن التنبؤ بموعد الدورة القادمة ولا يمكن معرفة موعد نزولها بالضبط ولا حتى بالتصوير التلفزيوني للرحم.
فإن استمرت الدورة غير منتظمة فعليك أن تراجعي الطبيبة لإجراء اللازم، وأرجو لك كل التوفيق ودوام الصحة والعافية.