يا ريتني كنت ولد مواجهة بين الاولاد و البنات..
«يا ليتني كنت ولداً»، جملة تترد على لسان الكثير من الفتيات، قد تكون بسبب موقف معين، أو حصيلة عدة مواقف مجتمعة، وأحياناً تكون نتيجة أسلوب تعامل، يضع قيوداً للفتيات على تصرفاتهن وكلامهن، مما يجعل الفتاة تتمنى أحياناً لو أنها خلقت «ذكراً»، لتحصد كمًّاً من المميزات والمسموحات التي يحظى بها الشباب، يقابل تلك الأمنية اعتراض «ذكوري» قوي من المراهقين، الذين أكدوا أن الفتاة هي صاحبة الامتيازات والحياة الجيدة مقارنة بالشباب، ولكل من الفريقين وجهة نظر، والنتيجة هذه المواجهة.
قالت سحر، 20 سنة: «فعلاً بعض المجتمعات والأوساط تجعل الفتاة تتمنى لو أنها خلقت ولداً، لأنها تسبح في فلك من الممنوعات والمحرمات، بينما ترى الشاب يعيش في مساحة لا منتهية من الحرية والمسموحات، وهذا ما يجعل فتاة تشعر أن حقوقها هضمت فقط لأنها فتاة، وليس لأي سبب آخر، بينما الجنس الذكري يحظى بأشياء كثيرة ومعاملة خاصة فقط «لأنه شاب»، فمن قال أنه لا توجد مشكلة في تصرفات الشباب وأنها لا تؤثر عليهم، أو على سمعة عائلاتهم؟ هذه فكرة جاهلية، ولكنها للأسف موجودة، وفي جو كهذا لا أعتقد أننا سنجد أي شاب يتمنى لو أنه بنت».
بينما قالت إيناس، 18 سنة: «الفتاة لا تكره أنوثتها أو تتمنى لو أنها ولد، إلا إذا كان هناك خلل في التربية وتفريق أو اختلاف في المعاملة، بحجة بنت وولد، وأن الشاب سيتحمل المسؤولية مستقبلاً، ويجب أن يتحضر لها ويستعد للرجولة القادمة، بينما الفتاة لا، هذه وجهة نظر خاطئة، فمن قال إن الفتاة معفية من المسؤولية، وأنها ستبقى مدللة عندما تصبح زوجة وأماً، فهي قد تكون عاملة وتتحمل جزءاً من الأعباء المالية للأسرة، وبالتالي فإن حجة تحمل المسؤولية مبرر قديم وغير منطقي لاختلاف المعاملة بين الجنسين، وهو تحديداً ما يجعل الفتاة تكره أنوثتها».
أما نجلاء، 16 سنة، فتقول: «أحياناً يظلم الأهل بناتهم على حساب إخوانهم الشباب، وهذا يجعل الفتاة تسخط على كونها أنثى، ولكن هؤلاء الأهل نسوا فعلاً أن الفتاة تستطيع أن تخطئ مهما كان الحصار شديداً عليها، وأن الأهم من الممنوع والمسموح، وكيفية التعامل مع الفتاة أو الشاب هي التربية الصحيحة على تعاليم وسلوكيات ديننا الحنيف، وتنشئة الأبناء مهما كان جنسهم على الأخلاق الفاضلة والحسنة، دون الحاجة لأن يشعر أي من الجنسين أن طبيعته (بنت أو ولد) هي سبب سعادته أو شقائه».
وقالت رانيا، 19 سنة: «هناك فرق بين التربية الصحيحة على الأخلاق الفاضلة والسليمة والتي يتعامل بها بعض الأهالي مع بناتهم، وبين تعامل البعض مع الفتاة وكأنها عار قادم لا محال، هذا التعامل بالفعل يجعل الفتاة تكره كونها أنثى، لأنها لم تجد من يحترم أنوثتها، ويشعرها أنها شخص ذو أهمية لا تقل عن أهمية الرجل، وهنا تتمنى لو أنها ذكر لتحظى ببعض التقدير والاحترام، الذي دائماً ما يصدر من الأهل على صورة مسموحات للشاب تقابلها ممنوعات للفتاة».